في شهادة أمام مجلس الأمن الدولي، أكدت الأسيرة الإسرائيلية السابقة نوعا أرغماني أن جميع المحتجزين الإسرائيليين الذين قُتلوا في غزة، بما في ذلك أطفال عائلة بيباس ووالدتهم شيري وصديقها يوسي شرابي، لقوا حتفهم نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع. أوضحت أرغماني أن هؤلاء كانوا على قيد الحياة أثناء احتجازهم لدى حركة حماس، وأن القصف الإسرائيلي هو ما أدى إلى وفاتهم.
من جانبها، نفت حركة حماس الاتهامات الإسرائيلية بقتل عائلة بيباس، ووصفتها بأنها "أكاذيب محضة" تهدف إلى التنصل من مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن مقتلهم. وأكدت الحركة أن المقاومة حافظت على حياة الأسرى والتزمت بالقيم الإنسانية، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي هو السبب وراء مقتلهم.
في السياق نفسه، دعت عائلة بيباس المسؤولين الإسرائيليين إلى تحمل مسؤولية مقتل أفرادها أثناء احتجازهم في غزة، مؤكدة أنه كان بالإمكان اتخاذ خطوات لتجنب هذه النتيجة المأساوية.
تأتي هذه التطورات في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين حول المسؤولية عن مقتل المحتجزين، وسط دعوات لتحقيق دولي مستقل لتحديد الحقائق ومحاسبة المسؤولين.
هذه القضية تعكس استمرار الخلاف بين الرواية الإسرائيلية والفلسطينية حول الأحداث في غزة، خاصة فيما يتعلق بمصير الأسرى والمحتجزين. في حين تحمّل إسرائيل حماس مسؤولية مقتل عائلة بيباس، تشير شهادات أسيرة سابقة وتقارير فلسطينية إلى أن الغارات الإسرائيلية كانت السبب الحقيقي وراء مقتلهم.
هناك عدة نقاط رئيسية يمكن استخلاصها من هذه الحادثة:
استخدام الأسرى في الدعاية السياسية
- إسرائيل تستغل قضية الأسرى والمحتجزين لإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، بينما تؤكد الأخيرة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يبدِ أي اهتمام بسلامتهم أثناء القصف.
- منظمات حقوق الإنسان تطالب بتحقيق مستقل حول ظروف وفاة المحتجزين، لكن إسرائيل ترفض غالبًا التعاون مع لجان التحقيق الدولية.
الضغط الداخلي في إسرائيل
- تزايد الغضب بين عائلات الأسرى تجاه الحكومة الإسرائيلية، إذ يعتبرون أنها فشلت في إعادتهم سالمين أو ضمان سلامتهم خلال العمليات العسكرية.
- الانقسام الداخلي بين مؤيدي التفاوض مع حماس لاستعادة الأسرى ومعارضي تقديم أي تنازلات.
تأثير إعلامي وسياسي عالمي
- تصريحات الأسيرة الإسرائيلية السابقة نوعا أرغماني أمام مجلس الأمن وضعت إسرائيل في موقف محرج دوليًا، خاصة مع توثيق حالات مماثلة قُتل فيها محتجزون جراء القصف الإسرائيلي.
- يمكن لهذه الشهادات أن تؤثر على الموقف الدولي تجاه الحرب في غزة، خصوصًا مع تزايد الانتقادات لانتهاكات حقوق الإنسان.
في النهاية، هذه الحادثة تسلط الضوء على التكلفة الإنسانية الباهظة للحرب في غزة، سواء بالنسبة للفلسطينيين أو حتى للإسرائيليين أنفسهم.
إرسال تعليق