ما حدث
خلال زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز طويلة المدى من طراز توماهوك لتعزيز قدرة الضرب داخل العمق الروسي.
ترمب قال إنه لا يستبعد إمكانية مناقشة هذا الطلب، لكنّه عبّر عن تردّد، مشيرًا إلى أن الهدف الأهم هو الوصول إلى سلام سريع دون الحاجة لاستخدام هذه الأسلحة الثقيلة.
وصرّح بأنّه يعتقد أن بوتين يرغب في إنهاء الحرب، بناءً على مكالمة هاتفية طويلة بينهما، لكنه أقرّ أن ذلك قد يكون تكتيكًا لشراء الوقت.
كما دعا ترمب إلى أن تتوقف الأطراف “حيث هي الآن” مؤقتًا، وأن يُسمَح للتفاوض بأن يُفضي إلى تسوية.
من جهة أخرى، روسيا أعربت عن قلق شديد من فكرة تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” باعتبارها من شأنها أن تُصعّد الصراع وترفع نسبة التوتر بين واشنطن وموسكو.
كما حذّر دميتري ميدفيديف (الرئيس الروسي السابق) من أن مثل هذا الإمداد قد “ينتهي بشكل سيّئ للجميع”، مشيرًا إلى أن صواريخ توماهوك قد تُساء فهمها أو تُشكّل خطرًا على استقرار الاستجابة الدفاعية الروسية.
🔍 تحليل ودلالات
رسالة سياسية مزدوجة
بقول “أعتقد أن بوتين يريد إنهاء الحرب” يُرسل ترمب رسالة تفاؤل وتحفيز إلى المفاوضات، وفي الوقت نفسه يضع بوتين أمام خيار إما التفاهم أو مواجهة تصعيد من الغرب. لكن التردد في الموافقة المباشرة على توماهوك يظهر أنه لا يريد تقديم تنازلات عسكرية متهورة.حاجز التصعيد
تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى مثل توماهوك يُعدّ خطوة مغايرة عن الأسلحة الدفاعية، لأنه يمكّن من ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. هذا يجعل ترمب حذرًا من أن يؤدي إلى ردّ فعل روسي قوي أو تصعيد غير محسوب.دور الوسطاء والدبلوماسية
طرح ترمب أن يعقد قمة مع بوتين في بودابست يُشير إلى أنه يريد أن يأخذ ملف أوكرانيا من ساحة المواجهة العسكرية إلى ميدان التفاوض.
بعبارة “دع التاريخ يقرر من ينتصر”، يحاول ترمب موازنة القول بـ “وقف الاشتباكات الآن” مع الحفاظ على مرونة للولايات المتحدة وأوكرانيا في المفاوضات.شكوك في نية بوتين
ترمب اعترف بأن بوتين قد يكون يستخدم التصريحات للتماطل أو لشراء الوقت، وهو اعتراف ضمني بأن مجرد الكلام عن السلام لا يعني فعليًا استعداده للتنازلرصاصة في جعبة الكردّ الروسي
روسيا من خلال تحذيراتها العلنية واستجاباتها السريعة تُبيّن أنها تراقب عن كثب تحركات واشنطن، وأنها مستعدة للتحذير من تداعيات مثل توماهوك كأنها “خط أحمر” لا بد من التعامل معه بحذر.
إرسال تعليق