منذ الساعات الأولى للإعلان عن تعرّض طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث في أذربيجان الشرقية، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لصور مضلّلة لا علاقة لها بالحادث.
في ظل الغموض الذي أحاط بمصير الرئيس ومرافقيه بعد الإعلان عن فقدان الطائرة، انتشرت صورة تُظهر الرئيس الإيراني محاطًا برجال أمن وعلى وجهه كمامة وسط جوّ مغبر، مع تعليق: "نجاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومرافقيهما من حادثة تحطّم الطائرة التي كانت تقلّهما".
تحقق من الصورة المتداولة
إلا أنه بالبحث عن الحقيقة، تبيّن أن الصورة الأصلية التُقطت قبل قرابة سنتين ونُشرت على الموقع الرسمي للرئاسة الإيرانية، وتُظهر رئيسي خلال زيارة قام بها إلى قرية في محافظة كرمان جنوب شرقي البلاد في أغسطس/آب 2022. وذكر الخبر الذي نشره موقع الرئاسة الإيرانية آنذاك أن العاصفة الرملية التي شهدتها المنطقة لم تحل دون زيارة الرئيس للقرية والتحدث مع أبنائها. ونشرت الرئاسة صورًا أخرى من هذه الزيارة، تُظهر رئيسي خلال زيارته عددًا من المنازل ويتحدّث إلى الناس.
فيديو لحظة سقوط الطائرة
بعد إعلان الحكومة الإيرانية صباح اليوم الإثنين، وفاة رئيسي والوفد المرافق له، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يُصوّر لحظة سقوط طائرة رئيسي في غابة واسعة قبل أن تنفجر. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو الحقيقي منشور على مواقع في جورجيا قبل عامين، ويصوّر تحطم طائرة فريق إنقاذ في جورجيا عام 2022. ونشرت مواقع إخبارية عدّة الفيديو الأصلي في أواخر يوليو/تموز 2022، على أنّه يُصوّر تحطّم مروحية في منطقة جبلية بالقرب من منتجع غودوري في جورجيا. وصوّرت مقاطع أخرى الحادث من زوايا مختلفة، وتبيّن أنّ الطائرة الظاهرة في الفيديو هي بالفعل لطائرة إنقاذ جورجية.
صورة لحطام الطائرة
كما تداول آخرون صورة تُظهر هيكل طائرة محطّم وسط منطقة حرجيّة، وأشار ناشرو الصورة في تعليقهم إلى أنّها تعود للمروحية التي كانت تقلّ الرئيس الإيراني. وبالبحث عن الصورة، تبيّن أن لا علاقة لها بحادث تحطم مروحية رئيسي، ووزّعتها وكالة فرانس برس في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وهي تصوّر حطام طائرة "تشارتر" من طراز "بريتيش إيروسبايس 146" تابعة لشركة "لاميا" البوليفية في منطقة إل غوردو الجبلية على بُعد حوالي 50 كيلومترا من ثاني مدن كولومبيا. وكان على متن الطائرة 77 شخصًا من بينهم لاعبو فريق "تشابيكوينسي" البرازيلي الذين قُتل معظمهم في الحادث ما شكّل صدمة لعالم كرة القدم آنذاك.
تلك الصور والفيديوهات المنتشرة تظهر كيف يمكن أن تنتشر المعلومات المضللة بسرعة في أوقات الأزمات، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى نشر الأخبار الكاذبة بين الجمهور.
إرسال تعليق