اندلع نزاع داخلي دموي في صفوف كارتل سينالوا الشهير في المكسيك، أسفر عن مقتل حوالي 150 شخصًا خلال شهر واحد. هذا الصراع هو نتيجة انقسامات داخلية في الكارتل، وهو واحد من أقوى وأخطر عصابات تهريب المخدرات في المكسيك.
خلفية الصراع
يعود النزاع إلى خلافات بين الفصائل المتنافسة داخل الكارتل، وتحديدًا بين أفراد عائلة "إل تشابو" (خواكين غوزمان لويرا)، الذي كان قائدًا بارزًا للكارتل حتى اعتقاله في 2016. بعد تسليمه إلى الولايات المتحدة وصدور حكم بالسجن المؤبد عليه، بدأت الفصائل المتنافسة داخل الكارتل بالقتال من أجل السيطرة على عمليات التهريب والمناطق الحيوية.
أحد الأطراف الرئيسية في النزاع هم "لوس تشابيتوس"، وهم أبناء "إل تشابو" الذين يسعون للحفاظ على نفوذ والدهم. الطرف الآخر هو فصيل يقوده "إيسيدرو ميزا فلوريس"، الملقب بـ"إل مايو"، وهو شخصية قديمة ونافذة في الكارتل. تتنافس هذه الفصائل على السيطرة على المناطق الحيوية لتهريب المخدرات، خصوصًا في ولايات سينالوا وسونورا وتشيهواهوا.
ارتفاع معدلات العنف
تشير التقارير إلى أن هذه الاشتباكات العنيفة أدت إلى ارتفاع حاد في معدلات الجريمة في المناطق المتنازع عليها. يتم استخدام أسلحة ثقيلة في المعارك، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الكارتل وكذلك المدنيين. كما أن هذه الصراعات أدت إلى نزوح عدد من العائلات من مناطقهم خوفًا من تصاعد العنف.
استجابة السلطات
على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات المكسيكية للحد من نفوذ عصابات المخدرات، إلا أن كارتل سينالوا يظل صعب الاحتواء بسبب موارده المالية الضخمة وقوته العسكرية. العمليات الأمنية التي تنفذها القوات المكسيكية غالبًا ما تؤدي إلى مواجهات عنيفة، ولكنها لم تتمكن من إنهاء النزاع الداخلي أو تفكيك الكارتل.
تداعيات الصراع
يمثل هذا النزاع الداخلي تهديدًا لاستقرار المناطق الشمالية من المكسيك، حيث ينشط الكارتل. كما أن تصاعد العنف قد يؤثر على العلاقات التجارية والاقتصادية بين المكسيك وجارتها الولايات المتحدة، خاصة في مجال الأمن على الحدود المشتركة.
تظل المكسيك غارقة في معركة مستمرة ضد تهريب المخدرات والعصابات المسلحة، حيث يبدو أن النزاع داخل كارتل سينالوا هو مجرد فصل آخر من فصول الحرب الطويلة التي تعصف بالبلاد.
إرسال تعليق