الدكتور نزار الشعري ليس مجرد شخصية إعلامية ماهرة ومؤثرة؛ بل هو شخصية متعددة الأوجه، رجل أعمال شاب، وقائد فكري، ومصدر إلهام لأجيال. بعد مسيرة مهنية لامعة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، يكرس الدكتور الشعري الآن جهوده لتمكين الموجة القادمة من صانعي التغيير: الجيل Z. بصفته صاحب الرؤية وراء Tunivisions Fondation وإيبيك ليدرز (EPIK Leaders)، فإنه يعمل على سد الفجوة بين إمكانيات الشباب والتقدم القاري. التقينا به لمناقشة رؤيته لتطوير هذا الجيل الحيوي من القادة الأفارقة.
س: دكتور الشعري، لطالما ركز عملك باستمرار على تنمية الشباب. كيف ترى إمكانيات الجيل Z في إفريقيا، وما الذي يميزهم عن الأجيال السابقة؟
الدكتور نزار الشعري: الجيل Z فريد إنهم مواطنون رقميون، متعطشون للتأثير الحقيقي، ومدركون بعمق للقضايا العالمية. يطالبون بالمبادرة والابتكار وتحقيق الذات. رؤيتي مبنية على حقيقة أن إفريقيا قارة شابة—يجب علينا تزويد هذا الجيل بالأدوات ليصبحوا بناة، وليسوا مجرد مستهلكين. إمكاناتهم هائلة، لكن يجب توجيهها من خلال منصات تعزز "التعلم بالممارسة".
تعريف القائد الإفريقي
س: تؤكد مؤسساتك على تطوير "القادة". كيف تُعرّف القائد لهذا الجيل، خاصة في السياق الإفريقي؟
الدكتور نزار الشعري: القائد الإفريقي الحقيقي لهذا القرن لا يُعرّف باللقب، بل بقدرته على دفع التنمية المستدامة والتكامل الإقليمي. يجب أن يمتلكوا مهارات شاملة—القيادة، والتواصل، وحل المشكلات الإبداعي—التي تتجاوز تخصصهم الأكاديمي. القائد هو شخص يترجم المعرفة إلى تغيير ملموس في مجتمعه، ويعزز التعاون بين الدول الإفريقية، ويقف على أهبة الاستعداد لمعالجة التحديات الحقيقية للقارة.
رسالة "تونس في عينيا"
س: أنت مؤلف كتاب "تونس في عينيا". ما هي الرسالة التي يحملها هذا الكتاب تحديداً للجيل Z؟
الدكتور نزار الشعري: "تونس في عينيا" هو نظرة شاملة للتحديات والفرص التي تواجه تونس. وبالنسبة للشباب، فهو بمثابة دعوة للعمل. أريدهم أن يفهموا تاريخ أمتهم وإمكاناتها، وأن يدركوا أن لديهم القوة لكتابة الفصل التالي. الأمر يتعلق بترسيخ طموحاتهم في المسؤولية والأمل. علاوة على ذلك، أواصل مشاركة هذه الرسالة من خلال مئات المحاضرات والدورات التدريبية للطلاب والشباب في جميع أنحاء البلاد.
مبادرة "إيبيك ليدرز" ورؤية الوحدة الإفريقية
س: حدثنا عن مبادرة إيبيك ليدرز (EPIK Leaders) ورؤيتك للوحدة الإفريقية. كيف تُشرك هذه المبادرة الجيل Z مباشرة في جميع أنحاء القارة؟
الدكتور نزار الشعري: إيبيك ليدرز هي تحقيق رؤيتي الواضحة لمستقبل القارة الإفريقية. نركز على البعد الإفريقي من خلال إقامة شراكات مع العديد من المؤسسات والمنظمات الإفريقية. نحن لا نقدم النظرية فحسب؛ بل نطلق العديد من البرامج والمبادرات لدعم الشباب الإفريقي وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح. برامجنا مبنية على مجالات التنمية الأساسية:
* برامج القيادة: تنظيم ورش عمل وندوات لتطوير المهارات القيادية.
* تحديات الابتكار: إطلاق مسابقات لتشجيع حل المشكلات الإبداعي.
* شبكات التوجيه (الإرشاد): إنشاء برامج تربط المهنيين ذوي الخبرة بالمواهب الشابة الطموحة.
* التبادل الثقافي: تيسير البرامج التي تعزز التفاهم والتعاون بين الشباب من مختلف الدول الإفريقية.
تكريم الالتزام
س: تم الاعتراف بمسيرتك المهنية اللامعة بتكريمات مرموقة. ما مدى أهمية هذه الجوائز في تأكيد التزامك بتنمية الشباب؟
الدكتور نزار الشعري: هذه التكريمات، رغم تقديري لها، تخدم بشكل أساسي هدف تضخيم رسالة تمكين الشباب. الاعتراف هو للعمل، وليس للشخص. أنا فخور بحصولي على وسام الاستحقاق الثقافي من الجمهورية التونسية، ومنحي درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلديوس تقديراً لمساهماتي في تطوير المجتمعات الإفريقية. علاوة على ذلك، فإن تكريمي من قبل مجلة Influences في داكار لدعم الإعلام وتنمية الشباب في إفريقيا يؤكد على التأثير الإفريقي الشامل الذي نسعى إليه. في نهاية المطاف، أعظم تكريم هو رؤية شاب يبدأ مشروعاً ويدرك إمكاناته.
رسالة أخيرة للجيل Z
س: ما هي رسالتك الأخيرة لقادة الجيل Z في جميع أنحاء إفريقيا؟
الدكتور نزار الشعري: وقتكم هو الآن. أنتم لستم المستقبل فحسب؛ بل أنتم الحاضر. صوتكم قوي. لا تحصروا أنفسكم في إدارة الأعمال؛ شاركوا بنشاط في الحياة العامة واسعوا لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. كونوا جريئين، كونوا مبتكرين، واحتضنوا روح التعاون الإفريقي.
إن مسيرتك المهنية اللامعة هي مصدر إلهام للشباب الإفريقي وتدعو إلى التفاؤل بمستقبل أفضل للقارة الإفريقية.
إرسال تعليق