تسلّط الأضواء على مقاطعة جيانغشي الصينية بوصفها مركزًا شديد السرية يلعب دورًا محوريًا في استراتيجية بكين لمواجهة الرسوم الجمركية التي لوّح بها دونالد ترمب، مستندةً إلى ورقة ضغط نادرة تتمثل في المعادن الاستراتيجية وسلاسل الإمداد الحساسة.
وتُعدّ جيانغشي قلب صناعة العناصر الأرضية النادرة في الصين، وهي مواد لا غنى عنها في صناعات الرقائق الإلكترونية، والبطاريات، والطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، والصناعات الدفاعية. هذا التفوق يمنح بكين قدرة عالية على التحكم في مفاصل حيوية من الاقتصاد العالمي، خصوصًا مع اعتماد الولايات المتحدة وحلفائها على واردات هذه المواد.
سرية مُحكمة وبنية متكاملة
تكتنف عمليات الاستخراج والمعالجة في جيانغشي مستويات عالية من السرية، تشمل مواقع الإنتاج وتقنيات الفصل والتنقية. وتعمل الصين على تكامل السلسلة من المنجم إلى المنتج النهائي، ما يقلّص فرص الالتفاف على نفوذها حتى لو حاولت دول أخرى تنويع مصادرها.
سلاح اقتصادي في مواجهة الرسوم
مع تصاعد التوترات التجارية، ترى بكين في جيانغشي أداة ردع اقتصادية: فبدل الردّ المباشر بفرض رسوم مقابلة فقط، يمكنها تشديد قيود التصدير أو إعادة توجيه الإمدادات، وهو ما قد يرفع كلفة التصنيع عالميًا ويضغط على شركات التكنولوجيا الغربية.
رهانات واشنطن وحدود البدائل
ورغم محاولات الولايات المتحدة تسريع مشاريع التعدين المحلية وبناء شراكات مع دول أخرى، فإن الفجوة الزمنية والتقنية تجعل فكّ الارتباط الكامل مع الصين مهمة صعبة على المدى القصير، ما يُبقي جيانغشي في موقع قوة تفاوضية.
في المحصلة، لا تمثل جيانغشي مجرد مقاطعة صناعية، بل ركيزة جيو-اقتصادية في صراع الرسوم والتكنولوجيا، حيث تستخدم الصين تفوقها في الموارد وسلاسل القيمة لموازنة الضغوط التجارية وحماية مصالحها الاستراتيجية.

إرسال تعليق